فصل: أحاديث الخصوم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث الخصوم

‏:‏ أخرج مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏[‏مسلم في ‏"‏باب جواز صوم النافلة بنية من النهار‏"‏ ص 364، قلت‏:‏ هذه الطريق أخرجها مسلم عن أبي كامل عن عبد الواحد عن طلحة، والطريق الثاني عن ابن أبي شيبة عن وكيع عن طلحة، ففي قول الحافظ المخرج بعض غفلة، واللّه أعلم‏.‏‏]‏ عن وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة، قالت‏:‏ قال لي رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ذات يوم‏:‏ ‏"‏يا عائشة هل عندكم شيء‏؟‏ فقلت‏:‏ يا رسول اللّه ما عندنا شيء، قال‏:‏ فإني صائم، قالت‏:‏ فأهديت لنا هدية، أو جاءنا زَوْرٌ، قالت‏:‏ فلما رجع، قلت‏:‏ يا رسول اللّه أهديت لنا هدية، أو جاءنا زَوْرٌ، وقد خبأت لك شيئًا، قال‏:‏ ما هو‏:‏ قلت‏:‏ حيس، قال‏:‏ هاتيه، فجئته به، فأكل، وقال‏:‏ قد كنت أصبحت صائمًا، قال طلحة‏:‏ هو ابن يحيى، فحدثت به مجاهدًا، فقال‏:‏ ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإِن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها، انتهى‏.‏ وبهذا الإِسناد قالت‏:‏ دخل على النبي عليه السلام يومًا، فقال‏:‏ ‏"‏هل عندكم شيء‏؟‏ فقلنا لا، قال‏:‏ فإِني إذًا صائم، ثم أتانا يومًا آخر، فقلنا‏:‏ يا رسول اللّه، أهدى لنا حيس، فقال‏:‏ أدنيه، فلقد أصبحت صائمًا‏"‏، فأكل، انتهى‏.‏ ورواه النسائي في ‏"‏سننه الكبرى‏"‏‏:‏ حدثنا محمد بن منصور حدثنا سفيان بن عيينة عن طلحة به، وقال فيه‏:‏ فأكل‏.‏ وقال‏:‏ أصوم يومًا مكانه ‏[‏صحح هذه الزيادة أبو محمد بن عبد الحق، كذا في ‏"‏البناية‏"‏ ص 1356 - ج 2‏]‏‏.‏ ورواه الدارقطني، وقال‏:‏ لم يروه بهذا اللفظ عن ابن عيينة غير الباهلي، ولم يتابع على قوله‏:‏ وأصوم يومًا مكانه، ولعله شبه عليه لكثرة من خالفه عن ابن عيينة، انتهى‏.‏ وكلامه يدل على أن الوهم من الراوي عن ابن عيينة، وهو محمد بن عمرو الباهلي‏.‏ وكلام النسائي يدل على أن الوهم من ابن عيينة نفسه‏.‏ ورواه الشافعي أخبرنا سفيان بن عيينة عن طلحة به، بلفظ النسائي، ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في ‏"‏المعرفة‏"‏ ‏[‏وفي ‏"‏السنن الكبرى‏"‏ ص 275 - ج 4 عن الطحاوي عن المزني عن الشافعي، ورواه الطحاوي في ‏"‏شرح الآثار‏"‏ ص 355‏.‏‏]‏، ثم قال‏:‏ قال الشافعي‏:‏ سمعت سفيان بن عيينة عامة مجالسه، لا يذكر فيه‏:‏ سأصوم يومًا مكانه، ثم عرضته عليه قبل موته بسنة، فذكره فيه، قال البيهقي‏:‏ وقد رواه جماعة عن سفيان دون هذه اللفظة، ورواه جماعة عن طلحة بن يحيى دون هذه اللفظة، منهم سفيان الثوري ‏[‏راجع طرقهم من النسائي‏:‏ ص 320‏.‏‏]‏، وشعبة، ووكيع، ويحيى القطان، وغيرهم، قال‏:‏ وحمل الشافعي قوله‏:‏ سأصوم يومًا مكانه، أي تطوعًا، وجعله بمثابة قضائه عليه السلام الركعتين اللتين بعد الظهر، حين شغله عنهما الوفد، وجعل من هذا النوع ‏[‏لفظ الشافعي رحمه اللّه في ‏"‏كتاب الأم‏"‏ ص 88 - ج 2، كما أمر عمر أن يقضى نذرًا في الجاهلية، وهو على معنى إن شاء اللّه، اهـ‏.‏‏]‏ حديث عمر لما نذر أن يعتكف في الجاهلية، فأمره عليه السلام أن يعتكف في الإِسلام، قال الشافعي رضي اللّه عنه‏:‏ وقد صح عنه عليه السلام من رواية جابر أنه خرج من المدينة حتى إذا كان بكراع الغميم‏.‏ وهو صائم رفع إناء فشرب والناس ينظرون، وفي لفظ‏:‏ فكان ذلك بعد العصر، قال الشافعي‏:‏ ولما كان له قبل أن يدخل في صوم الفرض أن لا يدخل فيه لعذر السفر، كان له إذا دخل فيه أن يخرج منه، كما فعل عليه السلام، فالتطوع أولى، انتهى كلامه ملخصًا‏.‏

- حديث آخر‏:‏ حديث أم هانئ مرفوعًا‏:‏ الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وفي سنده اختلاف، وفي لفظه اختلاف، رواه أبو داود ‏[‏قلت‏:‏ حديث أم هانئ هذا أخرجه الترمذي في ‏"‏باب إفطار الصائم المتطوع‏"‏ ص 92، والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 439، وأحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ص 343 - ج 6، والطيالسي في‏:‏ ص 225، والدارقطني ص 335، والبيهقي‏:‏ ص 276 - ج 4، قال صاحب ‏"‏الجوهر‏"‏‏:‏ هذا الحديث مضطرب إسنادًا ومتنًا، ثم ذكر وجهه، اهـ‏.‏ قال الدارقطني‏:‏ إنما سمعه سماك عن ابن أم هانئ عن أبي صالح عن أم هانئ، اهـ، أبو صالح هو بازام مولى أم هانئ، ضعيف مدلس، قاله في ‏"‏التقريب‏"‏ ولم أجد الحديث في أبي داود، ولا في النسائي، واللّه أعلم‏.‏‏]‏، والترمذي، والنسائي، ورواه البيهقي، وتكلم عليه‏.‏

قوله‏:‏ عن عمر، قال‏:‏ ما تجانفنا لإِثم، قضاء يوم علينا يسير، قلت‏:‏ روى ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب ‏[‏والبيهقي‏:‏ ص 217 - ج 4 مع زيادة‏.‏‏]‏، قال‏:‏ أخرجت عساس من بيت حفصة، وعلى السماء سحاب، فظنوا أن الشمس قد غابت، فأفطروا، ولم يلبثوا أن تجلى السحاب، فإذا الشمس طالعة، فقال عمر‏:‏ ما تجانفنا من إثم، انتهى‏.‏ حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن جبلة ‏[‏والبيهقي‏:‏ ص 217 - ج 4، وفيه عن صهيب أيضًا نحوه‏.‏‏]‏ بن سحيم عن علي بن حنظلة عن أبيه، قال‏:‏ شهدت عمر بن الخطاب في رمضان، وقرب إليه شراب، فشرب بعض القوم، وهم يرون الشمس قد غربت، ثم ارتقى المؤذن، فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين واللّه إن الشمس طالعة لم تغرب، فقال عمر‏:‏ من كان أفطر فليصم يومًا مكانه، ومن لم يكن أفطر فليتم حتى تغرب الشمس، انتهى‏.‏ وأعاده من طريق آخر، وزاد فيه‏:‏ فقال له‏:‏ إنما بعثناك داعيًا، ولم نبعثك راعيًا، وقد اجتهدنا، وقضاء يوم يسير، انتهى‏.‏ وروى محمد بن الحسن في ‏"‏كتاب الآثار‏"‏ ‏[‏كتاب الآثار‏"‏ ص 45‏]‏‏.‏ أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سلمة عن إبراهيم النخعي، قال‏:‏ أفطر عمر بن الخطاب وأصحابه في يوم غيم ظنوا أن الشمس غابت، قال‏:‏ فطلعت الشمس، فقال عمر‏:‏ ما تعرضنا بجنف، نتم هذا اليوم، ثم نقضي يومًا مكانه، انتهى‏.‏ وأخرج البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏[‏البخاري في ‏"‏باب إذا أفطر في رمضان، ثم طلعت الشمس‏"‏ ص 263‏]‏‏.‏ عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر، قالت‏:‏ أفطرنا على عهد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يوم غيم، ثم طلعت الشمس، قيل لهشام‏:‏ فأمروا بالقضاء، قال‏:‏ لابد من القضاء، وقال معمر‏:‏ سمعت هشامًا، قال‏:‏ لا أدري، أقضوا أم لا، انتهى‏.‏

- الحديث الحادي والعشرون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏تسحروا، فإن في السحور بركة‏"‏، قلت‏:‏ أخرجه الجماعة ‏[‏البخاري في ‏"‏باب بركة السحور‏"‏ ص 257، ومسلم في ‏"‏باب فضل السحور‏"‏ ص 350، والترمذي فيه‏:‏ ص 89، والنسائي في ‏"‏باب الحث على السحور‏"‏ ص 303، وابن ماجه في ‏"‏باب السحور‏"‏ ص 122‏]‏ - إلا أبا داود - عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏تسحروا فإن في السحور بركة‏"‏، انتهى‏.‏

- الحديث الثاني والعشرون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏ثلاث من أخلاق المرسلين‏:‏ تعجيل الإِفطار، وتأخير السحور، والسواك‏"‏، قلت‏:‏ رواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ ‏[‏قال في ‏"‏الزوائد ص 105 - ج 2‏:‏ رواه الطبراني في ‏"‏الكبير‏"‏ مرفوعًا وموقوفًا على أبي الدرداء، والموقوف صحيح، والمرفوع في رجاله من لم أجد من ترجمه، اهـ‏.‏ وفيه‏:‏ ص 105 - ج 2 عن ابن عباس، قال‏:‏ سمعت نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا، وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة‏"‏ رواه الطبراني في ‏"‏الكبير‏"‏ ورجاله رجال الصحيح، اهـ‏.‏ وقال في‏:‏ ص 155 - ج 3‏:‏ رواه الطبراني في ‏"‏الأوسط‏"‏ ورجاله الصحيح، اهـ‏.‏ وأخرج عن ابن عمر نحوه، وقال فيه يحيى بن سعد‏:‏ ضعيف، اهـ‏.‏ وروى البيهقي في ‏"‏السنن‏"‏ ص 238 - ج 4 حديث ابن عباس، وضعفه‏]‏، فقال‏:‏ حدثنا جعفر بن محمد بن حرب العباداني حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن علي بن أبي العالية عن مورق العجلي عن أبي الدرداء، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏ثلاث من أخلاق المرسلين‏:‏ تعجيل الإِفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة‏"‏، انتهى‏.‏ ورواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ موقوفًا، وذكر أن الدارقطني في ‏"‏الأفراد‏"‏ رواه من حديث حذيفة مرفوعًا، بنحو حديث أبي الدرداء‏.‏